كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} أتى أصحابه فقال: يا قوم أطيعوني في هذا اليوم، واعصوني بعده، فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلامًا ما سمعت مثله قط، وما دريت ما أرد عليه.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس، فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له: أسعد بن زرارة اسمع من قوله؟ فإن سمعت منكرًا فأردده يا هذا، وإن سمعت حقًا فأجب إليه. فقال: ماذا تقول؟ فقرأ مصعب {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنًا عربيًا لقوم يعقلون} قال: سعد بن معاذ رضي الله عنه: ما أسمع إلا ما أعرف، فرجع وقد هداه الله.
وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال أبو جهل والملأ من قريش: قد انتشر علينا أمر محمد صلى الله عليه وسلم، فلو التمستم رجلًا عالمًا بالسحر، والكهانة، والشعر. فقال عتبة: علمت من ذلك علمًا، وما يخفى علي إن كان كذلك، فأتاه فلما أتاه قال له: يا محمد أنت خير أم هاشم، أنت خير أم عبد المطلب. فلم يجبه قال: فيم تشتم آلهتنا، وتضلل آباءنا؟ فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت، وإن كان بك الباءة زوّجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك- ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم- فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا} فقرأ حتى بلغ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} فأمسك عتبة على فيه، وناشده الرحم أن يكف عنه، لم يخرج إلى أهله، واحتبس عنهم فقال أبو جهل: يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه. فأتوه فقال أبو جهل: والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره، فإن كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد. فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدًا أبدًا وقال: لقد علمتم أني أكثر قريش مالًا ولكني أتيته. فقص عليهم القصة، فأجابني بشيء والله ما هو بسحر، ولا شعر، ولا كهانة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا} حتى بلغ {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود} فأمسكت بغيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم أن محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن قريشًا اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، فقال لهم عتبة بن ربيعة: دعوني حتى أقوم إلى محمد أكلمه، فإني عسى أن أكون ارفق به منكم. فقام عتبة حتى جلس إليه، فقال: يا ابن أخي إنك أوسطنا بيتًا، وأفضلنا مكانًا، وقد أدخلت في قومك ما لم يدخل رجل على قومه قبلك، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالًا فذلك لك على قومك أن نجمع لك حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد شرفًا فنحن مشرفوك حتى لا يكون أحد من قومك فوقك ولا نقطع الأمور دونك، وإن كان هذا عن لمم يصيبك لا تقدر على النزوع عنه بذلنا لك خزائننا في طلب الطب لذلك منه، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفرغت يا أبا الوليد»؟ قال: نعم. فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حم} السجدة حتى مر بالسجدة فسجد وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءتها، وقام عتبة لا يدري ما يراجعه به. حتى أتى نادي قوله، فلما رأوه مقبلًا قالوا: لقد رجع إليكم بوجه ما قام به من عندكم، فجلس إليهم فقال: يا معشر قريش قد كلمته بالذي أمرتموني به. حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا والله ما سمعت أذناي بمثله قط، فما دريت ما أقول له! يا معشر قريش أطيعوني اليوم، واعصوني فيما بعده. اتركوا الرجل واعتزلوه، فوالله ما هو بتارك ما هو عليه، وخلوا بينه وبين سائر العرب، فإن يكن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم، وعزه عزكم، وملكه ملككم، وإن يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم. قالوا: أصبأت إليه يا أبا الوليد؟.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه قال: جئت أزور عائشة رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، ثم سرى عنه فقال: «يا عائشة ناوليني ردائي» فناولته، ثم أتى المسجد فإذا مذكر يذكر، فجلس حتى إذا قضى المذكر تذكره افتتح {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} [فصلت: 1- 2] فسجد حتى طالت سجدته، ثم تسامع به من كان على ميلين، وتلا عليه السجدة فأرسلت عائشة رضي الله عنها في خاصتها أن أحضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت ما لم أره منذ كنت معه، فرفع رأسه فقال: «سجدت هذه السجدة شكرًا لربي فيما أبلاني في أمتي» فقال له أبو بكر رضي الله عنه: وماذا ابلاك في أمتك؟ قال: «أعطاني سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب» فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله إن أمتك كثير طيب فازدد قال: «قد فعلت فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفًا، سبعين ألفًا» فقال: يا رسول الله ازدد لأمتك فقال بيده، ثم قال بها على صدره فقال عمر رضي الله عنه: وعيت يا رسول الله.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الخليل بن مرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك، وحم السجدة.
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)} أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنة} قالوا: كالجعبة للنبل.
وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري في حديثه من طريق عبد القدوس عن نافع بن الأزرق عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنة} الآية. قال: أقبلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ما يمنعكم من الإِسلام فتسودوا العرب؟ فقالوا: يا محمد ما نفقه ما تقول، ولا نسمعه، وإن على قلوبنا لغلفا. وأخذ أبو جهل ثوبًا فمده فيما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد {قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}.
قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى خصلتين. أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وإني رسول الله. فلما سمعوا شهادة أن لا إله إلا الله {ولوا على أدبارهم نفورًا} [الإسراء: 46] وقالوا {أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب} [ص: 5] وقال بعضهم لبعض {امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا} [ص: 7].
وهبط جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول: أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقر فليس يسمعون قولك؟ كيف {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورًا} [الإسراء: 46] لو كان كما زعموا لم ينفروا ولكنهم كاذبون يسمعون ولا ينتفعون بذلك كراهية له.
فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون رجلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أعرض علينا الإسلام، فلما عرض عليهم الإِسلام أسلموا عن آخرهم، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحمد الله، ألستم بالأمس تزعمون أن على قلوبكم غلفًا، وقلوبكم في أكنة مما ندعوكم إليه، وفي آذانكم وقرًا وأصبحتم اليوم مسلمين» فقالوا: يا رسول الله كذبنا والله بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا أبدًا، ولكن الله الصادق والعباد الكاذبون عليه، وهو الغني ونحن الفقراء إليه.
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} قال: لا يشهدون أن لا إله إلا الله. وفي قوله: {لهم أجر غير منون} قال: غير منقوص.
وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} قال: لا يقولوا لا إله إلا الله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {الذين لا يؤتون الزكاة} قال: كان يقال الزكاة قنطرة الإِسلام، من قطعها برىء ونجا ومن لم يقطعها هلك. والله أعلم.
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)} أخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض فقال: «خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة فقال تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه. فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت من مات. وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء من منتفع به. وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة، وأمر إبليس بالسجود له، وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: ثم استوى على العرش» قالوا: لقد أصبت لو أتممت. ثم قالوا: استراح. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا. فنزل {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون} [ق: 38].
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وقدر فيها أقواتها} قال: شق الأنهار، وغرس الأشجار، ووضع الجبال، وأجرى البحار، وجعل في هذه ما ليس في هذه، وفي هذه ما ليس في هذه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وقدر فيها أقواتها} قال: قدر في كل أرض شيئًا لا يصلح في غيرها.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {وقدر فيها أقواتها} قال: لا يصلح النيسابوري إلا بنيسابور، ولا ثياب اليمن إلا باليمن.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن {وقدر فيها أقواتها} قال: أرزاقها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {سواء للسائلين} قال: من سأل فهو كما قال الله.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: خلق الله السموات من دخان، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين فذلك قول الله تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وقدر فيها أقواتها} في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فذلك قوله: {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان} فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما في فلكهما، وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق الجنة يوم الجمعة، وخلق اليهود يوم السبت لأنه يسبت فيه كل شيء، وعظمت النصارى يوم الأحد لأنه ابتدىء فيه خلق كل شيء، وعظم المسلمون يوم الجمعة لأن الله فرغ فيه من خلقه، وخلق في الجنة رحمته، وجمع فيه آدم عليه السلام، وفيه هبط من الجنة، وفيه قبلت توبته وهو أعظمها.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: إن الله تعالى خلق يومًا فسماه الأحد، ثم خلق ثانيًا فسماه الاثنين، ثم خلق ثالثًا فسماه الثلاثاء، ثم خلق رابعًا فسماه الأربعاء، وخلق خامسًا فسماه الخميس، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، ولذلك يقول الناس إنه يوم ثقيل، كذلك وخلق مواضع الأنهار والشجر والقرى يوم الأربعاء، وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس، وخلق الإِنسان يوم الجمعة، وفرغ من الخلق يوم السبت.
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: إن الله تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرواسي يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق السموات يوم الخميس والجمعة إلى صلاة العصر، وخلق آدم عليه السلام في تلك الساعة التي لا يوافقها عبد يدعو ربه إلا استجاب له، فهو ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما يوم الأحد؟ قال: «خلق الله فيه الأرض قالوا: فيوم الأربعاء؟ قال: الأقوات قالوا: فيوم الخميس؟ قال: فيه خلق الله السموات قالوا: فيوم الجمعة؟ قال: خلق في ساعتين الملائكة، وفي ساعتين الجنة والنار، وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب، وفي ساعتين الليل والنهار قالوا: ألست تذكر الراحة فقال سبحان الله!» فأنزل الله {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} [ق: 38].
وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى فرغ من خلقه في ستة أيام. أولهن يوم الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، خلق يوم الأحد السموات، وخلق يوم الاثنين الشمس والقمر، وخلق يوم الثلاثاء دواب البحر ودواب الأرض وفجر الأنهار وقوت الأقوات، وخلق الأشجار يوم الأربعاء، وخلق يوم الخميس الجنة والنار، وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة، ثم أقبل على الأمر يوم السبت».
وأخرج ابن جرير عن أبي بكر رضي الله عنه قال: جاء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة؟ فقال: «خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق المدائن والاقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة، وخلق في أول ساعة الآجال، وفي الثانية الآفة، وفي الثالثة آدم، قالوا: صدقت أن تممت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدون فغضب، فأنزل الله {وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون} [ق: 38]».
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا} قال: قال للسماء أخرجي شمسك اخرجي قمرك ونجومك، وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك {فقالتا أتينا طائعين}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ائتيا} قال: اعطيا وفي قوله: {أتينا} قال: أعطينا.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأوحى في كل سماء أمرها} قال: ما أمر به وأراده من خلق النيرات وغير ذلك.